هل حبّ الوطن خيانة؟؟!
******
مقالة بقلم الدكتور صبرى إسماعيل
******
يتخيّل بعض المهتمين بالسياسة ,من ذوى الرأى والكياسة
أنّ الإعلان عن حبّ الوطن خيانة ,ودرب من دروب تضييع الأمانة
وعمل يستحق فاعله كل التوبيخ والإهانة
وقبل أن نستطرد فى الحديث ونضطر للحلف بالغالى والنفيس
فأننّى أذكركم بأن رسولنا الكريم ونبى الله العظيم
عليه أفضل الصلاة والتسليم
نظر إلى مكة العظيمة فى يوم هجرته
ليعلن أمام الله والتاريخ كل محبته
{الله يعلم أنك يامكة أحب البلاد إلىّ , ولولا أن أهلك أخرجونى ماخرجت}
هكذا أعلنها سيد المرسلين
ووعاها كل المتقين المؤمنين
أنه رغم أن سكان مكة كفار, وقادتها أشرار
لم يمنع ذلك أبا القاسم المختار
أن يُعلن حُبّه للوطن دونما انتظار
ولم يمنع موسى كليم الله من العودة لمصر
برغم جبروت فرعون والخوف من الثأر
وذلك قبل أن يكلفه بالرسالة الجبار
فالوطن يا إخوانى لايُعنى الأفراد
بل هو سينا والعبور والجهاد
و هو النيل والزرع والترع والقلع
والسدة الشتوية وقعدات العصرية
ولمة الأهل والجيران ووقفة الرجال فى الفرح والصيوان
هى تقبل الله بعد الصلاة
وحمد الله ع السلامة بعد الغربة والمتاه
والوطن هو زحمة إخوان للتبرع بالدم فى مستشفى
وزحام المساجد خوفاً من يوم الرجفة
هو زفة عروسين يفرح لهما كل االموجودين
ويبتسم لهما المارة مهنئين
هو الصوانى فى مآتم الفلاحين
والبنجر والقصب والقمح ومكن الطحين
هو فرحة المصريين بكاس إفريقيا
والأولاد المسافرون إلى ليبيا
والسفينة الغرقانة
والدم الذى يجرى فى عروقنا عندما نتعرض لإهانة
الوطن هو كل شريف يبذل العرق
وهو كل مسئول يقينا شر الغرق
الوطن هو وحدة بين كل طوائفه مسلم كان أو مسيحى
فلن يحمى الوطن إلاّ وحدتنا بالفصيحى
الوطن هو فلاح عامل صنايعى أو عسكرى
حزبى أو مستقل لايبيع فينا و يشترى
فالسواد الأعظم لاينتمى إلى الوطنى ولا الغد ولا الوفد ولا الإخوان
ولايهتم إلا بعمله ولقمة العيش والإستجابة لتعاليم الأديان
الوطن هو السد العالى والبحر وغضب على مايحدث فى فلسطين و لبنان
الوطن هو صوت الشيخ محمد رفعت قبل مدفع رمضان
وصوت النقشبندى فى التواشيح قبل الآذان
والوطن هو مدفع رمضان لحظة الغروب
والشيخ الشعراوى والشيخ على جمعةوالشيخ طنطاوى والأزهر الدؤوب
ومشايخنا {أبوأسحق الحوينى ومحمد حسان ومحمديعقوب}
وهو مصطفى كامل وزغلول وعرابى وكلّ الرموز
وهو زويل ويعقوب والبرادعى وعكاشة ونجيب محفوظ
الوطن لعيبة الكورة والأهلى والزمالك وأعيادنا الدينية
الوطن هو ثانوية عامة ورغيف عيش ودروس خصوصية
وأسرة رغم الدخل المتدنى حياتها100%
وذكريات الفطير والعسل والفول والطعمية
والقادة يأتون ويذهبون منهم البناة ومنهم المدمّرون
لكن الوطن لايموت خصوصا إذا سكنه المصريون
فالنيل يجرى والبحار تحيط بنا توفر أمننا
والأهرامات تحكى للعالم تاريخنا
وسيناء العظيمة تحتضن رفات ودماء أبناءنا
ولقد قتلنا عظماء ثم قدسناهم بعد أن اكتشفناهم
فهم قتلوا علّى والحسن والحسين وأبنائهم ثم ندم الفرس
وفى مصرنا {هل بعد مقتل البطل السادات درس}
أيقتل بطل السلام والنصر؟!!!!!!!!!
يسقط كل الأفراد وتحيى مصر
يسقط كل الأفراد وتحيى مصر
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
