الجهاز المناعى فى الإنسان صديق متى يتحول إلى عدو؟؟!!
====================
بقلم الدكتور صبرى إسماعيل-----إستشارى طب الأطفال
بالمستشفى العام بكفر الشيخ
=================
تعريفه=====جهاز المناعة هو مجموعة من الآليات داخل الكائن الحي يحمي من المرض من خلال تحديد العوامل الممرضة والخلايا السرطانية وقتلها. وهو يتحرى مجموعة واسعة من العوامل ، من البكتريا و الفيروسات إلى الديدان الطفيلية ، ويحتاج إلى تمييزها عن خلايا الكائن الصحية وأنسجته ليقوم بوظيفته على نحو سليم. ويتعقد التحري لأن مسببات الأمراض تتكيف وتطور وسائل جديدة لتعدي الكائن المضيف بنجاح.
-------
مكوناته==========والجهاز المناعي Immune System في الجسم البشري هو جهاز متناثر الأجزاء، أي لا ترتبط أجزاؤه ببعضها البعض بصورة تشريحية متتالية كما في الجهازالهضمي أو التنفسي أو الدوري، ولكنه يتكون من أجزاء متفرقة في أنحاء الجسم، ولكنها تتقاعل و تتعاون مع بعضها البعض بصورة متناسقة متناغمة، وبهذا يعتبر من الناحية الوظيفية وحدة واحدة، ومن أهم مكوناته، نذكر مايلي:
====
* الخلايا المناعية التي ينتجها نخاع العظم من الخلايا الجذعية: وهي كريات الدم البيضاء عديدة النوى (الحياديات) Neutrophils وكريات الدم البيضاء وحيدات النوى Monocytes وكريات الدم الحامضية ُEosinophils وكريات الدم القاعدية Basophils والخلايا الليمفاويةLymphocytes البائية والتائية (الزعترية) وتخرج جميعا من نخاع العظم لتدور في الدم لتتحسس أي ميكروب أو جسم غريب فتشغل آلياتها الدفاعية والمناعية على مراحل ويذلك تخلص الجسم من شرورالميكروبات الممرضة التي تحاول غزو الجسم والتكاثر والإنتشار فيه وتخريب أنسجته وتعطيل وظائفه الحيوية الفسيولوجية.
----
* الخلايا اللاهمة الكبيرة :Macophages وهذه خلايا خلق الله لها القدرة على لهم وادخال أي جسم غريب أو ميكروبات حية غازية وكذلك تـلهم الخلايا البيض المتهتكة التي بداخلها الأجسام الغريبة أو الميكروبات التي عجزت عن تفتيتها وقتلها. واللاهمات الكبيرة تلهم أي مخلفات بالية وأشلاء متواجدة بين خلايا أنسجة الجسم، فهي بمثاية كانسات منظفات لأنسجة الجسم بالأضافة لكونها جزء هام من الجهاز المناعي. والخلايا الكبيرة اللاهمة موجودة بين خلايا معظم أنسجة الجسم وتعرف باسماء مختلفة حسب نوع النسيج والعضو المتواجدة فيه فمثلا في الكبد تدعى خلايا "كبفر" Kupffer's cells، وليس اللاهمات الكبيرة هي الخلايا الوحيدة، في الجهاز المناعي، التي لها هذه الخاصية وهي القدرة على لهم الميكروبات والأجسام الغريبة بل يشاركها في ذلك خلايا أخرى مثل: البيض عديدات النوى (الحياديات) والبيض وحيدات النوى وهذه الخلايا الأخيرة تدور في الدم أما اللاهمات الكبيرة فهي ثابتة قابعة مترقبة في الأنسجة وتعرف الأنواع الثلاثة من الخلايا اللاهمة بنظام اللهم للجهاز المناعي Phagocytic System.
-------
* الخلايا القاتلة الطبيعية :Natural Killers (NK) وهي خلايا موجودة بين خلايا الأنسجة تقتل أي ميكروب يلامس سطحه سطحها وذلك بقذف موادها وانزيماتها المفتتة القاتلة للميكروبات، وهي تختلف عن الخلايا اللاهمة الكبيرة بأنها لا تملك القدرة على الإلتهام وادخال الأجسام الغريبة داخل احشائها، بل توجه أسلحتها الدفاعية نحو الهدف وتقذفه قذفا وتفتك به فتكا.
---------
* الغدة الزعترية: Thymus Gland وهي غدة موجودة خلف عظمة الفص وسط الصدر تقوم بانتاج وافراز مواد هامة جدا لتطوير وتنمية وظائف الخلايا المناعية الليمفاوية التائية T-cells ومن أهم هذه المواد التي تفرزها: هرمون الزعترين "الثايموزين"Thymosin
-------
* الغدد الليمفاوية: Lymph Nodes ويوجد منها العشرات وهي كتل عضوية صغيرة مكونة من فصوص من الخلايا المناعية مترابطة مع الأوعية الليمفاوية Lymphatic Vessels التي يجري فيها السائل الليمفاوي Lymphatic Fluid المتصل بالأوعية الدموية. وعندما يصل السائل الليمفاوي المحمل بالميكروبات والمواد الغريبة المختلفة عن المركبات الكيميائية المكونة لمركبات الجسم تقوم الغدد الليمفاوية. بالتعرف عليها والتقاطها وتخلص الجسم من شرورها بوسائلها الدفاعية المتنوعة
----------------
* اللوزتان :Tonsils وهما غدتان ليمفاويتان متخصصان تعملان بمثابة حارسيين مخلصين لحماية الجسم من بوابته الرئيسية ونعني الفم ويمكن لك رؤية هاتين اللوزتين عندما تفتح فمك جيدا أمام المرآة وتصيح "آه، آه !" فهما يقبعان في خلف الفم على جانبي اللهاة المتدلية. تلتقط اللوزتان أي ميكروب أو جسم غريب يدخل مع الطعام أو الهواء وتمنع دخوله إلى أعماق الجسم. * الطحال: وهو عضو ذو جيوب دموية كبيرة قد يدعى دعابة بـ"مقبرة الجسم" ويقبع الطحال في الجزء العلوي الأيسر بالقرب من الجنب الأيسر للمعدة. يقوم الطحال بالتقاط كل غريب عن الجسم سواء كانت ميكروبات أو أجسام غريبة منفردة أو خلايا جسدية هرمة ككريات الدم الحمراء الهرمة ويفتتها ألى مكوناتها الأولية ليتخلص منها الجسم بوسائله الأخرى.
----------------
* الطحال :Spleen وهو عبارة عن غدة ليمفاوية كبيرة ذات جيوب واسعة توجد في الجزء العلوي من تجويف البطن، من الجهة اليسرى، ويعتبر مكونا من الجهاز المناعي يمكن تشبيهه كمقبرة للجسم، يلعب دورا هاما في مناعة الجسم، يخلص الجسم من الخلايا الهرمة والميكروبات الشاردة ويقوم يتفتيت أشلاء الخلايا المندثرة ككريات الدم وتفكيك مكوناتها لارجاعها في الدم لمراكز الإنتاج للأستفادة منها.
---------------------
* المواد الكيميائية المساعة: التي تتعاون وتساعد الآليات المتخصصة للجهاز المناعي، وهي كثيرة، نذكر منها ما يلي:
<> الأنزيمات القاتلة للميكروبات مثل: الكاتاليز واللايزوسومات.
<> عوامل جذب الخلايا المناعية نحو موقع تواجد الميكروب الغازي أو الجسم الغريب الداخلChemokines Or Chemotactic Factors (CTFs) وعوامل الجذب هذه تحث على وصول الخلايا المناعية اللاهمة المتحركة مع الدم بأعداد كبيرة لتحد من تكاثر وانتشار الميكروب الممرض.
<> الإنترليوكينات Interleukins (IL) وهي كثيرة الأنواع كل له وظائفه المعينة واتلمخصصة، وهذه تلعب أدوارا هامة ومختلفة في آليات حدوث الإلتهاب وعمليات التفاعلات المناعية.
--------------
• سسلة المكملات Compliments وهي أيضا كثيرة الأنواع ومعقدة في آلياتها، وهي تلعب دورا هاما جدا لمساعدة الدفاعات المتخصصة في الجسم، ونقص أي منها في الجسم قد يعطل الجهاز المناعي المتخصص عن العمل.
• -----------------------
<> الإنترفيرونات(IFNs) Interferons ويوجد منها ثلاثة أنواع هي (ألفا ά وبيتا β وجاما γ ) ومن وظائفها الهامة في حمايةالجسم، نذكر مثلا: الإنترفيرون-ألفا يحرم الفيروسات من قدرتها على اجبار آليات الخلية الحية على انتاج نسخ عديدة منه وذلك بحث الخلايا الحية المجاورة للخلايا المصابة والتي لم تصب بالفيروس بعد على انتاج نوع من الإنزيمات والمواد التي تثبط عمل إنزيمات النسخ بالفيروس، وبهذا يمنع الفيروس من التكاثر والانتشار في الجسم وتعطي فرصة أفضل لجهاز المناعة المتخصص بتأدية عمله بصورة أحسن لتخليص الجسم من شروره وكذلك تمنع الانترفيرونات الخلايا السرطانية من الانقسام المستمر، وتزبد من نشاطات الخلايا الفاتلة الطبيعية كما تمكن الليمفاويات التائية القاتلة من تفتيتها، كما إنها تحور الاستجابات بواسطة الخلايا الليمفاوية البائية المسؤولة عن انتاج الأجسام المضادة المناعية.
• --------------------
<> عوامل تفتيت الخلايا السرطانية Tumor Necrosis Factors (TNFs) التي تحاول التكاثر والانتشار في الجسم، وبهذا تحمي بإذن الله أنسجة الجسم من تسرطن الأنسجة.
• ---------------
<> عوامل تحريض تكوين مجموعات الخلايا الليمفاوية المتخصصة Colony Stimulating Factors (CSFs) من الخلايا الليمفاوية البائية والتائية، التي تحسست توا بالميكروبات أو الأجسام الغريبة.
• =========================================
هذه، باختصار، هي أهم مكونات الجهاز المناعي المتفرقة في الجسم،والتي يمكن تصنيففها بايجاز، في الآليات التالية:
• 1---نظام المناعة عن طريق انتاج اجسام مناعية مضادة بواسطة الخلايا الليمفاوية البائية.
2---• نظام المناعة عن طريق انتاج خلايا مناعية متخصصة مضادة بواسطة الخلايا الليمفاوية التائية.
3• نظام اللهم عن طريق الخلايا اللهمة وهي البيض عديدات النوى (الجياديات) والبيض وحيدات النوى واللاهمات الكبيرة.
4• نظام المكملات المناعية المساند لجهاز المناعة المتخصصة والداخل في آليات حدوث الإلتهابات.
5• نظام السايتوكينات وهي مواد كيميائية مطلوبة لاتمام عمليات الدفاع والمقاومة بواسطة الأنظمة الأخرى.
ويعمل كل نظام من تللك الأنظمة المذكورة إما منفردا لوحده أو بمساندة وتعاون الأنظمة الأخرى، ولهذا فإن أي خلل وظيفي أو نقص كمي في أحدها قد بحدث آثارا سلبية ربما تكون وخيمة على الصحة حيث يتعطل الجهاز المناعي عن العمل وبيصبح الجسم فريسة للميكروبات تعيث فيه فسادا حمانا الله من ذلك، وهذا يعتمد طبعا على نوع العنصر المناعي المختل وعلى مدى تأثيره على بقية الأنظمة المناعية الأخرى.
• ------------------
أما الغدد الليمفاويةالليمفاوية الكثيرة واللوزتان والطحال فإنها تعمل، جميعا في الجسم، كمصيدة تتحسس وتنتظر مرور أي جسم غريب أو ميكروب غاز، مكونات جسمه تختلف عن تلك الموجودة بالجسم وهذه الأجسام الغريبة تدعى علميا المستضدات أو "الأنتيجينات" Antigens، والتي تصل إليها عن طريق الهواء أو الطعام أو الدم أو السائل الليمفاوي أو الجروح الموجودة في الجلد، فتلتقطه خلاياها المناعية وتوجه له ما يناسبه من أسلحة قذف لتدميره وتخليص الجسم منه.
وللتغلب على هذا التحدي، تطورت العديد من الآليات التي تتعرف وتحيّد العوامل الممرضة. حتى الكائنات البسيطة أحادية الخلية مثل الجراثيم تملك أنظمة انزيمات للحماية من العدوى الفيروسية. آليات أساسية أخرى تطورت في الخلايا حَقيقِيُّة النَّواة القديمة ، وبقيت في السلالات الحديثة ، مثل النباتات ، والأسماك ، والزواحف ، والحشرات. وتشمل هذه الآليات مضادات الجراثيم الببتيدية التي تدعى دفاعين ( (defensins،مستقبلات تعرّف النمط ، وجُمْلَةُ المُتَمِّمَة. وقد تطورت آليات أكثر تعقيداً في المدة الأخيرة مع تطور الفقاريات. جهاز المناعة يتألف من العديد من أنواع البروتينات ، والخلايا ، والأعضاء ، والأنسجة ، التي تتفاعل في شبكة مفصلة ودينامية. وكجزء من هذه الاستجابة المناعية الأكثر تعقيدا ، فقد تكيف نظام المناعة على مر الزمن للتعرف على مسببات الممرض بشكل أكثر كفاءة. عملية التكيف تخلق ذكريات مناعية ، وتتيح المزيد من الحماية الفعالة خلال اللقاءات المقبلة مع هذه العوامل الممرضة. هذه العملية من المناعة المكتسبة هي أساس التطعيم.
اضطرابات الجهاز المناعى
==========
اضطرابات الجهاز المناعي يمكن أن تسبب المرض، إذا ضعف أداء الجهاز المناعي يزداد احتمال إصابة الجسم بالأمراض الخمجية و أنواع من السرطانات ، و تحدث الحالات الخمجية البسيطة مثل : نزلة البرد الشائع و الإنفلونزا. أمراض نقص المناعة تحدث عندما يكون نظام المناعة أقل نشاطا من المعتاد ، مما يؤدي إلى تكرار الإنتانات التي قد تهدد الحياة. نقص المناعة يمكن أن يكون نتيجة لمرض وراثي ، مثل العَوَز المَناعِي المُشتَرَك ، أو ناتج عن الأدوية أو العدوى ، مثل متلازمة نقص المناعة المكتسب (الايدز) التي يسببها الفَيْروس القَهقَرِيّ، فيروس نقص المناعة البشرية.
في المقابل ، فإن أمراض المناعة الذاتية تنتج جهاز مناعي مفرط النشاط ،يهاجم أنسجة طبيعية كما لو كانت كائنات خارجية. وتشمل أمراض المناعة الذاتية :التهاب المفاصل ، وداء السكري من النوع الأول والذئبة الحمامية ونقص الصفائح الدموية المناعى والانيميا المناعية ونقص الغدة الدرقية المناعى وخلافه.
----
اعرف الكثير عن هذا الجهاز
=====
كما هو الاعتقاد الغالب أن جهاز المناعة هو الذي يحمي الإنسان من أي أمراض أو أي كائنات دقيقة تريد أن تفتك بالإنسان، ولكن.. هل تعلم أنها هي أيضاً سبب الوفاة
----------
فسبحان الله حتى الجلد وشعر الرأس والدموع يعتبرو من مكونات جهاز المناعة الذي يحتوي على أكثر من 100 مكون !!
-----------
هل تعلم أن هذه الخلايا لها القدرة علي تذكر الميكروبات !! و مهاجمتها بصورة أفضل في المرة التالية !!
---------------------
قد يبدو لكم أن هذا الجهاز لا مثيل له وسبحان الله الذي أبدع كل شئ حتى في كيفية موت الانسان !! هيا بنا لنرى كيفية حدوث ذلك:
«وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ»
عندما ينتهي العدد المعين من الانقسامات التي حددها الله للخلايا تبدأ مكونات جهاز المناعة في مهاجمة خلايا الجسم نفسه، و هذه هي الشيخوخة !!
جهاز المناعة يتصرف برعونة ويهاجم أي شئ غريب عنه (حتي أجزاء الجسم الطبيعية تبدو له غريبة مع تقدم السن)، فالشعر الأبيض هي نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لصبغة الميلانين، و التجاعيد هي نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لخلايا الجلد، و ضعف الذاكرة هي نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لخلايا المخ!!
هل تعلم أن العقبة الوحيده في زراعة الأعضاء هي المناعة!! لأن ليس لها القدرة علي التمييز بين ما يضر الانسان و ما ينفعه، و لكن سبحان الله وجد العلماء أن هذه الخلايا تعرف بالظبط متى تبدأ ! فعند ولادة الانسان و عمل التجارب على الخلايا تستطيع أن تعرف متى ستبدأ أعراض الشيخوخة ! فمن الذي أمرها بذلك و من الذي برمجها على ذلك !!
ان جهاز المناعة أشبه بالحارس الوفي الذي يخدمك مدي حياتك و لكن عندما يشيخ لا يستطيع تمييزك عن الأعداء فيهاجمك مثلهم من قمة الوفاء !!
سبحان الله الذى قدر كل شئ
مع تحياتى
دكتور صبرى إسماعيل
إستشارى طب الأطفال