حلب---شعر الدكتور صبرى إسماعيل
*****
ناديتها من بين آلام الضلوع
وآهات أشجان الرُطب
وتأملات الأمسِ فى صمت الدُجى
ودموع حبّات العنب
ناديتُ نهر طفولتى من غربتى
فوجدتنى أصرخُ حلَب
أين النهار حبيبتى بدلالهِ
ولماذا يسكِنك الغضب
الليل طال بحزنهِ وآلامهِ
وكأن حزن الكونِ على جبينِكِ قد كُتِب
وقلى الأحبةُ نبتكِ وتصعّدوا
إلى السماءِ بدون كللٍ أو تعب
وتحجّرت فى مقلتيكِ حبيبتى كل الدموعِ
فلا ملامَ ولا وداد ولا عتب
ثارت براكين الطغاة بليلةٍ
ترمى على الصبيان أحزان الشهب
الموت صارعلى الغصونِ شعارَنا
والدمّ سال على الكتب
وتذكر القلب الحزين حضارةً
ملأت بلاد الشام وأضاءت حلب
عاشت بنو صهيون تنعم بالجوار
والموت سار برقصهِ نحو العرب
الموت يروى بالدمار قلوبنا
والسلمُ زار بيت هذا المُغتصِب
يالا العجب—يالا العجب